لبنان بلد الأزمات المركبة أي مصير
د.نسيب حطيط
تهتز المنطقة وتشتعل وتهدم الكيانات والدول ويرقص لبنان على حافة الهاوية الأمنية والإقتصادية والإجتماعية ،فيما الطبقة السياسية تعيش في غربة عن الواقع وكأنها لا تسمع ولا ترى ولا تسارع لإطفاء الحريق القادم.
إليكم مشاهد سريعة عن الحالة اللبنانية:
سياسياً : بلد بلا رئيس جمهورية منذ شهرين والأفق مسدود حتى الآن ومجلس نيابي معطل وهو الذي مدد لنفسه نيابة عن الناخبين ويحضر للتمديد مجدداً حتى لا يرهق الناس وتوفيراً للكلفة طالما أن النواب سيعودون جميعاً إلا من رحمه الله وتوفى والحكومة معطلة فهي الحكومة الأولى منذ الإنتداب التي يسعى البعض لتكون من 24 رئيساً للجمهورية و24 رئيساً للحكومة يملكون حق الفيتو والتي صارت معادلة 1200 أستاذ جامعي مقابل عشر عمال تنظيفات مع إحترامي لكل عامل شريف يكد في سبيل عياله.
أمنياً : لقد ضمت داعش لبنان إلى دولتها المفترضة والسواح الإنتحاريون يملأون الفنادق والنصرة تدق أبواب الحدود الشرقية وخلايا التكفيريين المتسلسلة لا تنتهي والناس على قلقها وخوفها والإرهاب وجهة نظر متناقضة بين 14 و8 أذار.
إقتصادياً : طالب الموظفون بسلسلة الرتب والرواتب فلعب السياسيون بأحلامهم وآلامهم طوال ثلاث سنوات ووصلوا للتهديد بعدم دفع الرواتب بدل رفعها و ترتفع الأسعاروالرواتب ثابتة، وكل لبناني صارأبا" لولد واحد رغما عنه حتى العجائز تلد في لبنان (شخص إضافي) من النازحين واللاجئين ويدفع عنه الكهرباء والمياه وبدل إجرة سوكلين والإستشفاء !
الخدمات : الكهرباء مأزومة ومتهمةبالمسؤولية عن الدين العام ،حتى المياه نبحث عن شرائها بينما تذهب للبحر ،فلا مشروع الليطاني تم تنفيذه ولا السدود بنيت ولا البحيرات الإصطناعية نشتري النفط والإتصالات والنظافة لم يبق مجاناً سوى الهواء !!
إجتماعياً : زادت الجريمة نتيجة النزوح والفقر والبطالة و زادت حالات الطلاق وإدمان المخدرات والسرقات حتى أن السجون لا تتسع لضيق المساحات وكثرة أعداد المطلوبين والمتهمين وبطء المحاكمات مما جعلنا نعيش في حالة خوف وعدم استقرار أو أمان،فالخطابات التحريضية وتعليق القوانين و تدني نسبة المواطنين أمام اللاجئين والنازحين و البلد تحت "الوصاية الدولية" فالمحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس الحريري تحاكم كل شيء في لبنان تعتقد أنه يرتبط بالجريمة ومفوضية اللاجئين تقيم المخيمات دون إذن الدولة ، والقوات الدولية شريكة في الأمن والمصارف والأموال تحت الوصاية الأميركية ومع ذلك يتعارك اللبنانيون حول تعيين عمال التنظيفات ؟
ماذا لو إنفجر البلد بأهله من القادمين الجدد ؟
ألا يخاف الزعماء والمسؤولون من الغضب المكبوت والفقر الكافر عندما يفلت من عقاله فلينظروا إلى المنطقة ليقرأوا مستقبلهم والخراب القادم ... لم يك القذافي يعتقد أنه سيلقى القبض عليه ويسترحم قاتليه ولم يك مبارك يفكر بأنه سيسجن مع ولديه ولم يفكر بن علي بأن زوجته ستركله على قفاه للصعود للطائرة للنجاة وكانت قد ورطته قبل ذلك في الفساد المنظم...
ألا يفكر البعض لو كانوا محل هؤلاء الحكام الذين ظلموا شعبهم وعاشوا مع عائلاتهم في القصور وتوسعت أملاكهم وثرواتهم على حساب الدولة والفقراء.
الناس تظلم نفسها عندما تصمت، والعلماء والمثقفون مسؤولون أيضاً ، فلا يمكن بقاء الحال كما هو لأن بحر المقاومة سيجف يوماً إن لم يرتو بالإنماء المتوازن وتقديم الخدمات ،فلا يمكن للجائع حراسة المآدب، ولا يمكن للعطشان حراسة النهر للزعيم وبطانته ،إذا انفجرت الأوضاع لن يبق أحد بمنأى عن خسائرها مهما كثر الحراس وارتفعت الأسوار أو ارتفع الخطاب المذهبي الخادع بأن حماية الطائفة وبقائها يكون عبر حماية الزعيم وأولاده وغلمانه وأصهاره و ثرواتهم.
انقذوا أيها اللبنانيون وطنكم قبل فوات الآوان وإن اعتمدتم على السياسيين فتهيأوا للرحيل والنزوح وادعوا الله سبحانه ألا يكون ذلك قريباً !!